حكاية أغنية" هي سلسلة وثائقية تأخذنا في رحلة إلى الأجيال الفنيّة السابقة التي غاصت في بحر الشعر القديم فلحنت لعنترة ابن شداد والخيّام وصولا إلى الجيل الحديث وقصائد نزار قباني. سنمرّ كذلك بالشعر العامي الذي تحوّل إلى أغاني شعبية لامست قلوب الجماهير باختلاف شرائحهم الاجتماعية والثقافية. سنروي فيها كواليس كتابة تلك الكلمات ثم تلحينها حتى لحظة خروجها على مسامع الناس وتأثرهم بها باختلاف شرائحهم الاجتماعية والثقافية. وبالتالي سيتم انتقاء تلك القصائد والأغاني التي تتميّز بقصص واقعيّة رافقت فترة كتابتها وتلحينها وكان لها أثر كبير على وجدان السامعين، سواء ان كانت تلك الأغاني دينية على غرار تلك التي كتبت ولحنّت لشهر رمضان، أو الأغاني المرتبطة بالشعر القديم وكان لاختيار تلحينها قصص تستحق أن تروى. أو الأغاني التي ارتبطت كلماتها بحكايات حزينة أو تفاعلا مع حدث اجتماعي معيّن.
َجمع اغنية موال "قل للمليحة" القصيدة الفصيحة والقصة الواقعية مع نمط غنائي / شعري عربي قديم، غني بدايةً كموشح، قبل أن يتحول إلى فن طربي، وموال. في هذا الفيلم نرى هده كيف تطورت هذه الاغنية مع الزمن و اشكالها المختلفة و التحديثات التي رافقتها. يهتم الفيلم باستخدام صور سينمائية غنية متنوعة و جميلة جاذبة للمشاهد و متناسقة مع محتوى الفيلم.
في هذا الفيلم نتنقل بين عدة شخصيات كل يطلعنا على الأغنية "قل للمليحة" من زاويته، فمن الشاب الذي يغني في القهوة و هي عادة لدى البغدادين منذ قديم الزمان، الى مجموعة من مرتادين المقهى المثقفين حيث يحفزهم غناء الشاب على التطرق الى قصة الاغنية و مقاماتها من خلال نقاش عفوي بينهم، لنعود الى الخبير الموسيقى مجيد السامرائي الذي ينقل لنا رؤية الخبير و يستعرض لنا من وجهة نظر بحثية من قام بغنائها و التخريجات التي لاحقت الاغنية لننتقل بين كلام الخبير و ارشيف مرافق لفنانين عبر العصور يقومون بغناء الاغنية.
في نهاية الفيلم ننتقل الى المنظور الشبابي للاغنية و كيف ازداد الاهتمام الحالي باستخدام الاغاني القديمة و اعادة توزيعها بالات الكترونية و اعادة احياءها بطريقة مختلفة جاذبة للشباب.